|
|
أخبار
محليةآراء
ومقالاتأخبار
عامةدراساتالراصد الاقتصاديتحقيقاتالركن الرياضيشعر وأدبلقاءاتإصداراتهموم الناس بحث متقدمالاستبياناتمعرض الصوردليل المواقع
نقطة ضوء على مسيرة الفقيد
باقر علي
الشماسي *
- 2 / 10 / 2011م - 11:42 ص قبل أيام رحل عنا الكاتب الأديب المناضل يوسف الشيخ يعقوب إلى جوار ربه رحمه الله. إنه حدث جلل وخسارة اجتماعية فادحة لا تنسى... لقد ترك هذا الراحل المناضل الصلب، ترك في مكانه فراغاً كبيراً في ذلك الحيز المتاح للكوكبات الوطنية الإصلاحية الناطقة والمتألقة، كما وترك الفقيد في مسيرتها فجوة في قمة الهرم الوطني السامقة المطالبة بالإصلاح منذ عقود. كان هذا الفقيد نجماً تنويرياً جريئاً في الصحافة المحلية وخصوصاً في جريدة اليوم التي يطل علينا نحن القراء من خلالها أسبوعيا. ولم يكل ولم يمل في منافحته من أجل تحقيق الإصلاح المنشود للارتقاء بهذا الوطن العزيز. فلم نجده إلا شامخاً ومتحركاً نحو خدمة شعبه ووطنه، ولم نجده إلا مناضلاً عصياً على الاستسلام واليأس، ومنذ شبابه حتى شيخوخته لم يتوقف عن عطائه بقلمه الجريء لحظة واحدة شأنه شأن كل الوطنيين الغيارى من مختلف الشرائح والرؤى والأطياف، في زمن كانت الجرأة فيه بالمطالبة في الإصلاح أو الخوض في مثل هذه القضايا نادرة، والقليلون هم الذين يمتلكون أقلاماً منافحة حرة جريئة تجاهر بطلب الإصلاح أمثال الراحل يوسف الشيخ في ذلك الخضم من السحب والتعتيمات التي كانت كمحصلة للضخ الثقافي الأحادي المسكون بمعاداة كل أصلاح وتقدم، وكل مواطن يرنو إلى الإصلاح ويتطلع إلى ركوب قطار مسيرة الإنسان الحضارية. وهذه الثقافة هي بقايا من عقلية تحريم اللاسلكي والتلغراف واستيراد السيارة والطيارة وتحريم حتى ركوبها أيضا. السائدة آنذاك في العشرينات من القرن الماضي، لولا مشيئة الله عز وجل ثم إرادة الملك عبد العزيز رحمه الله وبعده السياسي والاجتماعي وذكاءه الفطري الغير عادي، وقناعاته في حتمية النهوض بالوطن نحو الإصلاح والتطوير. هذه الأسباب هي التي أنقذت الوطن من الكساح من أقصاه إلى أقصاه ومن قبضة تلك العقلية، عقلية أهل الكهف ومخالب الجهلة الضواري. كان الفقيد يوسف الشيخ هو من رواد المطالبين بالتعددية وحقوق العمال، لذلك دفع ثمناً كبيراً وباهظا من ريعان شبابه حيث ادخل سجن العبيد بالإحساء ;سيء السمعة; ورفاقه الخمسين 1956م. وهو لا يقل بشاعة عن سجن الباستيل في فرنسا الذي هدمته الثورة الفرنسية إن لم يكن أعظم بشاعة ومرارة من سجن الباستيل، إذ اشتهر بأنه مقبرة الأحياء والذي يدخله ميؤس من حياته بل هو في عداد الموتى إلا ما رحم ربي، لذا توفي فيه الشاب ربيع من أهل الجبيل رحمه الله، وقد شاء الله أن يسبب الأسباب لإنقاذ يوسف وزملاءه وكأنها معجزة جاءت لإنقاذهم من الموت المحتم. إذ زار الملك سعود رحمه الله المنطقة الشرقية ومنها مدينة القطيف في 1958م فطلبوا من الملك أطلاق سراح السجناء في سجن العبيد فاستجاب لطلبهم وقبل أن يغادر المنطقة أمر أميرها سعود بن حلوي بإطلاق سراحهم فوراً. وقد حصل ذلك فعلاً ناهيك إلى انه ثمة سبب آخر ذا أهمية وهو إضراب عمال شركة ارامكو وعددهم آنذاك يربو على خمسة وعشرين إلف عامل سعودي مطالبين بإطلاق سراح هؤلاء. وقد خرج هذا الرجل وهو شامخ الرأس لم يطأطئه قط، ولم تتراجع خطواته نحو تحقيق الإصلاح خطوة واحدة، ولم تتأثر تطلعاته نحو ذلك تأثيراً سلبياً بل ترك ألآمه وأوجاعه خلف ظهره واستمر مواصلاً دربه في هذا الدرب المزروع كله شوكاً حاداً غير مبال بأوجاعه وعذاباته، وبقى قلمه يصول ويجول في خضم تلك «...» وربما صموده وعناده وتحديه للأشواك وإصراره على الحراك من أجل الإصلاح وتحقيق الحقوق، رشحته هذه العوامل إلى تغييبه في «قبو العقوبة القصوى» 1964م حيث حكم بخمسة عشر سنة عجاف عاناها مع رفاقه بعذاباتها المريرة الغير مسبوقة في تاريخ المملكة: وحتى في هذا السجن والحكم شبه المؤبد حاول في إقناع ضابط السجن والمسئول عن شؤون السجناء بإصدار جريدة حائطية سماها «الفجر» وفعلاً صدرت الجريدة ولكنها لم تدم طويلاً. وكأنه أراد بذلك إحياء لذكرى المولود الذي وئد في المهد: وهي صحيفة «الفجر الجديد» التي لم تعش أكثر من بضعة أسابيع وذلك في أوائل الخمسينيات والتي كان الفقيد يرأس تحريرها. وجريدة السجن هذه الحائطية تبدو وكأنها رسالة للبعض بأن السجن لا يستطيع ثني الإرادة الوطنية المخلصة لأوطانها، والتي وقودها وملاذها ومنطلقاتها هو هاجس التنوير وضد أقلام التضليل والتملق والفساد، وإن السجن لا يستطيع أن يكسر المحابر ولا يجففها، ولا يستطيع أيضاً أن ينضب مداد القلم النهضوي المسئول أمام التاريخ بل العكس هو الصحيح، حيث تؤكد ذلك تجربة هذا الفقيد ورفاقه وتجربه من سبقوهم ومن جاء بعدهم تثبت صحة بأن السجن السياسي هو رافد في دفع عجلة التنوير وكسب المعلومة والصبر، وانتشار الوعي السياسي والاجتماعي: رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم أسرته وذويه الصبر والسلوان. كاتب
وصحفي- الشرقية - القطيف أخبار
محلية | آراء
ومقالات | أخبار
عامة | دراسات |
الراصد الاقتصادي |
تحقيقات | الركن الرياضي | شعر وأدب | لقاءات
| إصدارات | هموم الناس | بحث متقدم | الاستبيانات
| معرض الصور | دليل المواقع
26946476 |
|
Send E-mail to
TSN@The-Saudi.Net with questions or
comments about The Saudi Network. We are Looking for Business Sponsorship or Marketing Partnership |