ورحل «يوسف» متوجا بجائزة رواد الصحافة
ثمة تاريخ يكتبه البعض، وتاريخ يكتب البعض.. وفي عالم الصحافة والثقافة ككل جوانب الحياة الأخرى اناس كتبوا تاريخهم وكتب عنهم التاريخ..
من بين هؤلاء كان هذا الرجل الذى عشق الصحافة
والكتابة فدخل عالمها القاسي وانضوى تحت لواء قسوتها وشهوتها، فخاض تجربتها باكرا
في المنطقة الشرقية وأراد أن يشي بالقادم الأجمل في تاريخ هذا الوطن فأطلق على
صحيفته التي أسسها «الفجر الجديد».
انه يوسف الشيخ يعقوب الذي نشأ وتربى
بين ربوع الجبيل على يد احد أعلام المنطقة في العلوم الشرعية والقضاء والتعليم وهو
والده الشيخ يعقوب بن يوسف آل ابراهيم قاضي الجبيل في زمن الملك المؤسس.
وانطلق
يوسف بن الشيخ يدفعه حب الفكر والأمل لينهل من العلم وينخرط في سلك الحياة والعمل
من أجل المجتمع محملا بحب الأرض والوطن فعمل فى مجالات عدة منها العمل مع الرجل
الوطني عبدالعزيز بن عمر ورفاقه عبدالله الحقيل، وعبدالعزيز السنيد.
وتبقى
الصحافة ملء القلب والعين لا يستطيع أن يترك الحاحها وحبه لها فأسس مع شقيقه أحمد
وبموافقة من الملك سعود بن عبدالعزيز «يرحمه الله» صحيفة «الفجر الجديد» التي لم
يكتب لها الاستمرار طويلا.
ومضى يوسف يعزف على وتر الصحافة كاتبا للرأي بجريدة «اليوم» يرصد ويضيء وينقد ويكتب عن الإنسان والأرض والوطن وانطباعاته عن رحلاته في العالمين العربي والغربي.
ومضى يوسف يعزف على وتر الصحافة كاتبا للرأي
بجريدة «اليوم» يرصد ويضيء وينقد ويكتب عن الإنسان والأرض والوطن وانطباعاته عن
رحلاته في العالمين العربي والغربي.
وعبر رحلة الحياة الطويلة التي استمرت93
عاما لم يفارقه فيها القلم والكتاب
يرحل يوسف الشيخ يعقوب الخميس الماضي
بعد ان كرم لأكثر من مرة ومنها تكريمه في المؤتمر الإعلامي الدولي الأول الذي رعاه
خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وأقامته وزارة الثقافة والاعلام في 22 جمادي
الاولى تحت عنوان «مستقبل النشر الصحفي» كما كرم في ملتقيات عديدة داخل
المملكة.
ونحن هنا اذ نكتب عن هذا الرجل انما لنوفيه بعض حقه في التكريم
والريادة الصحفية في المنطقة والمملكة- لقد حظي الرجل باحترام الجميع لذا سوف يكون
هنا في (اليوم) ملف عن الراحل خلال الايام القادمة ندعو فيه الكتاب واصدقاء الراحل
للمشاركة .
ونقتطف هنا جزءا من مقالة للراحل نشرها في احدى الصحف المحلية تكشف
لنا عن روحه وقدراته ..كتبها في مناسبة خاصة قضاها في ضيافة شخص يدعى «ابو سعد» هو
وصديقه عبد الله الجشي الذي يكن له كما قال الكثير من الاحترام ليعنون مقاله
بذلك»ذكرى واحترام»
يقول يوسف:
«خلال الفترة الطويلة التي قضيناها في تلك
الضيافة شعرنا بتغيرات من المعاملة الحسنة لنا من صاحبنا (أبو سعد)، انقلبت من
الشدة والعنف إلى الهدوء والتسامح، فعندما طالت الأيام، طالت معها شعور رؤوسنا، حتى
أنه أطلق عليَّ لقب (أبو شوشة) كنوع من المزاح، ورق لنا عندما قدم لنا وأتى لنا
بمقص رهيب طوله نصف متر، وربما أنه كان يقص به شعر غنمه، أو أشياء أخرى، لكننا
شكرناه على ذلك الكرم، وحتى شعورنا شكرت له ذلك الشعور والإحساس، وقد فسر أحدنا ذلك
التغير، عندما شاهد تمسكنا بأداء فروض الصلاة، وصيام شهر رمضان، وتأدية صلاة
التراويح، وكان إمامنا في أداء الواجبات الدينية أخي (أحمد) يرحمه الله، وخلال تلك
الأيام الصعبة والحزينة، فارقنا أحد الزملاء، وقمنا بالصلاة على جنازته، وفي تلك
المناسبة، نظمت مرثية صورت مشاعري لذلك الإنسان ومع كل ما قاسيناه فإن عزيمتنا وقوة
إيماننا بالله لم تضعف، ولم تهن، فقد استطعنا التغلب على الكثير من الأوهام والملل
لوجود زملاء معنا، يقدمون لنا في كل ليلة أحاديث شجية، وبرامج ترفيهية تخفف عنا
الوحشة، من القصص والمحاضرات، والأحاديث والأغاني، واكتشفنا في هذه المجموعة من
يجيد تقليد كبار الفنانين، ومن يقرأ القرآن الكريم بصوت خاشع، وكان أبو قطيف يتحفنا
بقص ملخص لبعض مسرحيات شكسبير الكاتب البريطاني المشهور، وبذلك فقد استطعنا أن نهزم
وحشة الظلام، والبعد عن الأهل والخلان، وعوضنا ذلك عما يدور حول العالم من تلك
البرامج الشيقة.. وفي أحد الأيام وأنا أتوسد حذائي، وأفترش تراباً خشناً يدمي الجلد
من خشونته، وخلال تلك اللحظة مرت علينا مجموعة من طيور القطا تردد أغاريدها الشجية،
وهي في طريقها فتذكرت قول الشاعر العربي:
أطير القطا هل من يعير جناحه
لعلي
إلى من قد هويت أطير
ومن الصدف الجميلة التي مازلت أذكرها عندما وصلني خبر مفرح
لأول مولود لي أطلق عليه اسم (سمير)، ويالها من فرحة. حمدت الله على ذلك، وفي آخر
يوم من توديع ذلك المكان الأسطوري فاجأنا الخبر المفرح بالخلاص من ذلك
المكان.
تعليقات (5) اضغط هنا لقراءة شروط استخدام الموقع (طالع البند الخاص بالتعليقات)
محبكم
يوسف سمير يوسف الشيخ يعقوب
إنا لله وإنا إليه راجعون
أكتب تعليقا